صلاة البتراء

موضوع: صلاة البتراء الخميس يناير 24, 2008 2:49 pm

بسم الله الرحمن الرحيم (الجزء الثاني)
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فَرَجَهم والعن أعدائهم
إن العامّة (أو السنة) !! لا ينكرون أن الصلاة البتراء خلاف المروي عن النبي صلى الله عليه وآله
لكن لأن هذا الوصل بالآل صار من الصفاة التي التزمها الشيعة فهم يخالفون ويبترون .
مع أن ابن حجر والشعراني والديلمي وغيرهم يرووون أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (لا تصلوا علي
الصلاة البتراء) قالوا (أو قيل) : وما الصلاة البتراء ؟ قال:
(أن تقولوا : اللهم صل على محمد . وتسكتون) . (أو بما معناه)
وعلى أيّ حال فالقوم لم يكفهم وقوفهم عن ذكر (آل محمد) , بل إنهم اكتفوا حتى بـ (صسلم)!! وبـ
(صعسلم)!! ويمكن (صع وسلم)!! أو غيره مما تسمعون .
قال النووي : وأما أقل الصلاة: فقال الشافعي والأصحاب: هو أن يقول (اللهم صلّ على محمد)!!([1]).
والواجب (اللهم صلّ على محمد)([2]).
قال ابن القيم: إن الرافضة إذا ذكروا أئمتهم يصلون عليهم بأسمائهم، ولا يصلون على غيرهم ممن هوخير
منهم وأحب إلى رسول الله 2 فينبغي أن يُخالفوا في هذاالشعار!!([3]).
قال ابن حجر : اختلف في السلام على غير الأنبياء بعد الإتفاق على مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يشرع
مطلقاً . وقيل: بل تبعاً ولا يفرد لواحد لكونه صار شعاراً للرافضة!! ونقله النووي عن الشيخ أبي محمد
الجويني([4]).
قال النووي : الصحيح، الذي عليه الأكثرون أنه ـ يعني الصلاة على الآلولو منفردين ـ مكروه كراهة تنزيه؛
لأنه شعار أهل البدع!! وقدنُهينا عن شعارهم([5]).
ومع ثبوت السنة الصحيحة عن النبي 2 بالأحاديث الثابتة عند العامّة إلا أنهم في بعض الأحكام الشرعية
بدا لهم أن يتعمدوا تجنبها كما قلنا فيما تقدم، وما هو إلا مخالفة لمن سمّوهم أهل البدع أو (الرافضة) !!
قال مصنف (الهداية) وهو من الحنفية: إن المشروع التختم في اليمين ولكن لما اتخذته الرافضة جعلناه في
اليسار!! ([6]).
قال العلامة الأميني(أعلى الله مقامه وزاد في إكرامه): وأول من اتخذ التختم باليسار خلاف السنة هو
معاوية كما في (ربيع الأبرار للزمخشري)([7]).
قال البياضي العامليt: وذكر الراغب في (المحاضرات)([8]) أن أول من تختم في اليسار معاوية فلبس المخالف
في شماله، علامة ضلالته، باستمراره على خلع علي من إمامته!!‍([9]).
قال الشافعي وأحمد والحكم وإسحاق : المسح على الخفين أولى من الغسل، لما فيه من مخالفة
الشيعة!!([10]).
ولا حول ولا قوة إلا بالله
تنبيه ذا فائدة
بعد كل هذا التخبط والتعثر الذي وقع فيه القوم من محاولة صرف اللفظ عن معناه الحقيقي والسعي لحشره في
دهاليز الغموض والإبهام الذي نسجته يد الحقد الأموي, نسوا أو تناسوا أو غفلوا أو تغافلوا عن أنهم
وأئمتهم وصحاحهم أفردت عناوين خاصّة لبيان معنى (آل النبي صلى الله عليه وآله) المقصودين على لسان النبي
صلى الله عليه وآله , فمن ذلك مثلاً:
1) عقد مسلم النيسابوري في صحيحه باباً أسماه (باب فضل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله) ثم باباً
لفضائل زيد بن حارثة ثم باباً لفضائل جعفر ثم باباً لعائشة ثم باباً لفضائل خديجة, ولم يدرجهم مع أصحاب
الكساء عليهم السلام , ولم يجعلهم في آل البيت في الباب الخاص بهم عليهم السلام !!
2) عقد النسائي في السنن الكبرى باباً أسماه (باب الصلاة على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله
وهم آله) ، ولم يذكر فيه غير أصحاب الكساء عليهم السلام .
3) عقد البيهقي في سننه باباً أسماه (باب بيان أهل بيته الذين هم آله) ولم يذكر فيه غيرهم عليهم
السلام ممن تكلّف القوم في محاولة إدخالهم معهم .
4) عقد الحاكم في مستدركه أبواباً ذكر فيها أهل البيت عليهم السلام ولم يذكر معهم غيرهم, كما في قوله:
(مناقب أهل البيت) , وقوله: (أحاديث بعض خصوصيات أهل البيت) ... وكل أحاديث هذه العناوين لم يذكر
فيها غبر الخمسة أصحاب الكساء عليهم السلام , وقال عنها: إنها (على شرط الشيخين أ وعلى شرطهما)، أو (على
شرط الصحيحين) ـ أو أحدهما أحياناً ـ ولكن لم يخرجاها في صحيحيهما (البخاري ومسلم)!!
5) عقد الترمذي في سننه كتاباً للمناقب أفرد فيه بعض الصحابة والإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأخاه
جعفر عليه السلام لكل واحد منهم باباً، وأفرد أهل البيت عليهم السلام في باب أسماه (مناقب أهل بيت
النبي صلى الله عليه وآله) ولم يذكر فيه سوى أصحاب الكساء عليهم السلام , مع أنه في الحديث الرابع من
الباب نفسه ذكر نجباؤه ص ولم يقل إنهم من أهل بيته حتى يدخله الترمذي تحت هذا العنوان المذكور؛ لأن من
النجباء من ليسوا كذلك .
[1] ـ المجموع في شرح المهذب: 3/ 466 .
[2] ـ المجموع في شرح المهذب: 3/ 463 .
[3] ـ جلاء الأفهام: 240.
[4] ـ فتح الباري: 11/ 142 .
[5] ـ الأذكار النووية: 159.
[6] ـ منهاج الكرامة: 108، الصراط المستقيم: 2 / 510، الغدير: 10/ 210 .
[7] ـ ذكره العلامة الأميني & في الغدير: 10/ 210 .
[8] ـ محاضرات الأدباء: 4/ 168 (الحد الثامن عشر ـ في الملابس والطيب ـ الخاتم) قال: كان خاتمه 2 حلقة
فضة وعليه فص عقيق، وكان يتختم به في يمينه... إلى قوله: وأول من ختم في يساره معاوية .
[9] ـ الصراط المستقيم: 3/ 206 .
[10] ـ المجموع: 6 1/ 478، كافية الأخبار: 1/ 29، المغني: 1/ 316 ، الشرح الكبير: 1/ 179، عمدة
القارئ:
منقول للفائدة لا تنسونا بالدعاء
3/ 97 .

موضوع: رد: صلاة البتراء السبت يناير 26, 2008 8:24 am

موضوع رائع ومجهود تشكر عليه بجد وان شاء الله فى تقدم دائم

وتقبل مرورى