لعبة اختــــــــــــي
كنت أراها بين ذراعي أختي فكرهتها... كانت تعجب أختي لا تعجبني أنا... ولكن، سرعان ما حببوها إلي.. بما وضعوا فوق رأسها من شعر أشقر.. بما ألبسوها من فساتين ناعمة و حذاء جميل...
أحببت النظر إليها.. لكنني كرهت اللعب بها.. هكذا علمتني أمـي..
كانت كلما حلت عاشوراء... تذهب لسوق قريتي.. تحمل أثناء عودتها في المساء...
بـنـادق...
قـنـابل...
مـفرقـعات...
و تقول لي دائما:
هذه لعب الأولاد أما الدمى فتخص البنـات فقـط...
فأعجب لسذاجة أختي.. حين تلعب دور الأم.. تجعل الدمية رضيعها تحاورها في حنان:
هل يـؤلمك الجـوع.. يـا بـنيـتي..؟؟
هل يؤلمك العطش..؟؟ لكن الدمية لا تجيب..
فأجيب أختي في أعماقي قـائلا: - لو كانت كذلك لأدمعت عيناها.. يا أختاه.. لو كانـت كذلك لاصـفر محياها.. لكنني لم يسبق لي أن رأيت دميتك باكية.. بالرغم من وجود عينيها...
نـامـي... نـامـي.... يا صغيرتي
هكذا تنشد أختي كل مساء... حينـما تضع دميتها على سريرها الصغير.. فتغمض الدمية عينيها مطيعة... لترسم الحيرة على وجه بريء، لتضع على وجهها علامـات عديدة.. لتتساءل كـثيرا:
كيف أغمضت العين..؟؟
وكيف ستفتح غدا..؟؟
في الصباح.. تسرع أختي لرضيـعها.. تناجيه بصوت مشـحون بالشجى، بصوت يغمره لحن الصباح ونبرات الصبا..
أفيقي... أفيقي... يـا صغيرتي هـا أنذا...
ترفعها بين ذراعيها... تقـبل أخـتي دميتها... لتفتـح العيون مـن جديد..
قالت لها بالأمس نامي... أغمضت عينيها..
قالت لها اليوم أفيقي... فتحت عينيها... أو ليست مطيعة..؟
فأصيح اللحظة داخل أعماقي:
لا يـا أخـتي فلـعبتك جماد.. وهل الجماد يسـمع و يرى..؟؟ فهـي لن تطيعك.. لا اليوم.. ولا غـدا.. إنـهـا تخدعـك.. لكنها.. لا تخدعني أنا..
إنـي أدرك جيدا... جيدا... سر انطباق جفونها..سـر انفتاح عيونها.. إنها حركة آلية لا أقل و لا أكثر...
أخــتــاه...
سوف تمضي الأيـام و تتسع معرفتك، فتدركين سر لعبتـك الجميلة...
وتعرفين كذلك..
أنها كانت تضحك عليك...
تسخر منك...
تغالطك...
أنذاك... تكرهينها.. تهجرينها إلى الأبـد... ولربما تعودي.. إلى: لـــعـــبــي...
إلـى بـنـادقـي..
إلـى قـنـابـلـي...