امرأة كأي امرأه!
امرأة كأي امرأة أخرى، ابتسمت لي فابتسمتُ لها، انفتح الحظ لي وأقبلت أيام السرور والسعادة _ هذه كانت البداية _ بين نظرة وأخرى بين ابتسامة وأخرى بين إعجاب وأخر، أصبحنا حبيبين من النظرة الأولى والإعجاب الأول ، أتيتها بقصيدة عاطفية فأخذت لا تُبالي وأقول بيني وبين نفسي ربما شعرت أنها لا تعنيها فهي بالأصل لحبيبتي السابقة،فأخذت أكتب قصيدة غيرها تعنيها حرفاً حرفاً وكلمة كلمة ليس هذا وحسب بل وعُنونت باسمها.
سلمتها القصيدة وأنا أنتظر رد عما كتبته لها، فلم يصلني أي شئ وأخذت تراودني الظنون يا ترى لما لم ترد علي؟ ربما ظروفها لا تسمح فبادرت بنفسي واتصلت
_ألو...مساء الخير.
_مساء النور.
_كيف حالكِ؟
_حالي لا يسُر إني مريضة بعض الشيء.
_عافاكِ الله حبيبتي.
_كيف حالك أنت؟
_الحمد لله، أبلغيني كيف كانت القصيدة؟
أجابت مستهترة دون الشعور بمعاناتي في كتابتها.
_جميلة.
قالتها وكأن أحد أرغمها على قولها، راودني اليأس والحزن والأسى في لحظة واحدة كأنني بنيت سفينة بأعوام وأغرقت بلحظة، ربما الخطأ مني لم أسألها إن كانت تحب الشعر أم لا مع إدراكي أن الإنسان دون إحساس وشعور ليس إنسان، والغريب في الأمر أن ملامحها توحي بالشفافية وغاية الإحساس والشعور.فليت كل ما يظهر يبطن.
تتالت بيننا الأيام أخاطبها يوم بعد يوم دون انقطاع مع معذرتي لها قد لا تسمح ظروفها بالاتصال.وفي إحدى المكالمات...
_ألو...مرحبا حبيبتي.
_أهلا بك كيف حالك؟
_إني مستاء.
_ما بك طمئني؟
_عذراً حبيبتي هنالك موضوع شغل فكر كثيراً.
_أهو يعنينا سوياً؟
_نعم يعنينا.
_إذاً قل لي ما هو؟
_أرجو أن تتفهمي طلبي.
_قل سأفهم طلبك.
_أخافُ أن تفهمينني خطأ.
_قل هيا كاد الفضول يقتلني.
_افهمي طلبي من هذه العبارة (متى سوف نلتقي وبأجمل الكلام تغرقي).
ويدي ترتجف والهاتف كاد يسقط من يدي وهي فيما يبدو كذلك.
_لا أسمعك...ماذا تقول؟!.
_متى سوف نلتقي؟ متى سوف نجلس سوياً؟
_كيف هذا؟
_كأي اثنان يحبا بعضاً، أليس من حقي؟
_أي حق هذا الذي تتكلم عنه؟ ظروف المرأة متناقضة مع ظروف الرجل.
_كيف؟
_إن راءانا أحد من معارف أهلي أو رأوني أهلي معك ما هو موقفي حيينها؟ سينقلب البيت رأساً على عقب.
_ألم أقل لكِ أنك ستفهمينني خطأ؟ تباً لمسلسلات التلفاز التي تشاهدينها، زرعت في رأسكِ أفكاراً موحدة جعلتكِ تحسبين أن أصابع اليد لها بصمة واحدة وأن الرجال كلهم من طبيعة واحدة فمنهم من هو حقير ومنهم من يقدر المرأة ويحترمها.
_وما دليلك أنك لست من الفئة الأولى؟
سمعت سؤالها وبقى في رأسي يدور والذكريات بدت تُعاد في مُخيلتي، وأنا أهمس: يا لجرأتها يا لسطوتها كيف استطاعت التفوه بهذا الكلام؟ بكل طلب كنتُ المجيب لها، بكل حزن كنت المفرح لها، بكل علة كنت الشافي لها، بكل شكوى كُنت المواسي لها.
_دليلي يا حبيبتي...عفوا يا من ستكونين من كانت حبيبتي!، دليلي ليس عندي اسألي نفسكِ قد تجدي الإجابة.
_ليست لدي إجابة.
_أنسيتِ؟
_ذكرني أنت إن كُنت تذكر.
_أذكر طبعاً ولما لا أذكر؟ لا أنام الليل إلا إذا كتبتُ عنكِ، أنا الذي زاد كم قصائده منكِ.
_إذاً أنا فِدتُكَ.
_ما الفائدة من فائدة تضُرُ؟ ربما قد أصبح شاعر منكِ وليس كأي إنسان، لكني قد أصاب بفشل عاطفي أيضاً ليس كأي شخص، فما الفائدة إذاً؟
أريدُكِ إن فعلتي ما أُريد، والعكس، فإن كُنتِ لا تُريديني فأنا للأسف ليس عندي سواكِ ولا ألعبُ على الحبلين...مثلكِ أنتِ، هذا إن صح القول.
_كيف أنت تظلمني؟ يا لك من متوهم أوصلت لهذا الحد معك؟
_أنتِ متوهمة تحسبيني لا أعلم عما يجري من خلف ظهري، رأيته نعم رأيته ورأيت النظرات بينكما _ اصطادته مثلما اصطادت غيري _ ورأيتُ شفتيك تنطق باسمه.
_إذاً أنت تتجسس علي!؟.
_كي تعلمين كم كُنتُ أُحبكِ وأخافُ من نسمة الهواء عليكِ، وأراقبكِ من مكانٍ لأخر ، ليس بنيتي التجسس لكن كي أحميكِ وأبعد كل ما يقترب منكِ،كنت أعلم بما يدور من خلف ظهري كنت أعلم لكن صبري كان عقلاني، قلت قد تأتي وتتطلب الغفران، لكنكِ لم تأتِ.
وبدت نبرتها الواثقة تتردد والوضوح بدأ يختفي.
_ألو...ألو...
_إ إ إ إ إني معكَ ، لستُ أدري ماذا أقول_منك السماح حبيبي منك الغُفران.
_يا لكِ من مغفلة من طُعن مرة من الصعب أن يُطعن بأخرى!، غوصي بألاعيبكِ، العبي بمشاعر الآخرين، اخدعيهم فسيأتيكِ الدور أن تُعاني ما عانيته.
***
وأقفلتُ الهاتف ولم أكتفي بل أخذت أحرقه وأنسى كل ذكرى أليمة كانت فيه، فلتتصل إن شاءت وتشعر بلهيب القلب الذي كان يراودني ولتشعر بعض مما شعرت به...فلتشعر
عذرا كدت أنسى أنها عديمة الإحساس، إذاً فلتمت مرة أخرى...!!
ملاحظة: أكيد هالإشي ما بينطبق على كل النساء،