وأنا بينهم التهمتني الغربة
وقــادتني الوحدة في حضورهم
أرعبتني الوحشة في أماكن وجودهم
فمتُ وأنا حي
أن لكل ابتسامة مستقر ..
وأن المشاعر لا بد لها من التبعثر ..
فبكيت بعدها لبرهة ...
تراقصت حولي بعض التساؤلات ...!!
إذا اضطر صوتي يوما للصراخ فهل سيسمعني سواي؟
وإذا تألمت فهل لنصف قلب يقاسمني شعور الألم؟
وإذا سقطت هل من مستقر لوقوعي غير أرضي؟
فعلمت بعدها ,,
أن صوتي مجروح
ومستقر وجودي هواء وأرض
وأحلامي الخضراء هي من سيقاسمني الألم ..
يتملكني أحياناً الشوق لوجوههم
ولكن الطمس أقوى مني فلا أقوى على إبراز ملامحهم ..
أيضاً إلى أصواتهم وأيامهم
ولكن الزمان أقوى من أن يجعلني أحد الموجودين بينهم ..
فأكتفي ببعضي وأسكت ..
كم تتوق يدي لمداعبة النجوم
وقلبي لمرافقة الفرح
وبدني لمجاراة الأيام
كم أتوق لتغيير الألوان إلى ألوان أكثر بهجة
سماء وأزهار وأطفال
غروب وشروق ..
أجد نفسي أبحث عن أطرافي واتفقدها ..
تشوهت مشاعرهم الصادقة في أعماقي
تشوهت بقاياهم المتبقية في خيالي
وصورهم الجميلة في ذاكرتي
أيقنت..
أن الأجمل لن يأتي...
الأنقى لن يأتي..
الأصدق لن يأتي ..
فجمعت كل أحلامي وأكبر أمنياتي
وأجمل ما قضيت من أيام
جُعلت في وضع الراحل الميت
وأنا أزينهم بأجمل باقة وداع
وأدير وجهي بعيداً عنها ..
خطوت بعيداً عنها حيث قبري وبعض الغبار
حيث النحيب المبتور واختناق العبرات
حيث أنا ,, حيث أنا
وقفت قليلاً أتأمل المكان بخفقان قلبي
وأي خفقان
خفقان قلب ميت محاط بالانكسار
لم استطع رفع جبيني أكثر من ذلك
لاستقبال بعض صرخات الترحيب من غيابات التأوه
يا لحزني عليك يا أنا
لم تمتلك سوى الآه
شيعتُ أخر ابتسامة
لتبقى ذخراً لبقايا حطامي
وصمت باقي نحيبي ,,
فلم يبقي سوى الأنا
يتخبط ويتلعثم في بركان كلماتي......