أخوتي و أخواتي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه رسالة من القلب إلى القلب...رسالة لمن أحب...أرسلها للمحتاجين من أمثالي..
.فلعلها تكون سبباً لحياتهم و حياتي ...أكتبها لكم بحروفي و أملي أن تصل إلى قلوبكم..
.فإن وجدتم خلالها ما يذكر ...فلكم أن تنقلوها إلى كل منتدى او أي بريد ممن تعرفون..
.فربما تصل إلى إنسان قبل أن يودع الحياة فتكون له سبباً للحياة...و لعلها تصل إلى إنسان
قد انغمس بالملذات فتكون سبباً للنجاة...مع العلم أن حقوق هذا الموضوع غير محفوظة فهو مفتوحة للجميع...
مع أملي أخي أن لا تقف عند أول سطورها ...فأكملها فلعلها تكون تذكرة لمن يخشى...
لقد كنت في زيارة لمقبرة الرياض الأسابيع الماضية...لنودع أحد الأحباب ( رحمه الله تعالى )..فرأيت منظراً مؤثراً...رأيت مايقرب من التسع جنائز...و كل جنازة حولها مجموعة من أهلها و صحبها...و عليهم علامات الحزن واضحة..و تقاسيم الأسى ظاهرة ...و لكن هو القضاء الذي ليس عنه محيد ...و ليس منه مفر... قالى تعالى (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (
سورة الجمعة
آه كم من مهموم في تلك المقبرة ممن لامست المنون أصحابهم...و كم من مكلوم أصيبوا بمصيبة فهزت أركانهم...و أحاطت بهم تلك الفاجعة فأوجعتهم...و رمتهم بسهمها فأبكتهم...
هناك على جرف ذلك القبر..يقف شاب قد غطى وجهه بشماغه... و أخذ يبكي بأعلى صوته...و هو واقف على قبر أهله...و منظره يقطع قلوب الناس من حوله...فيحاولوا أن يهدئوه..و أن يصبروه...و لكن هيهات هيهات لهم ذلك..فقد سكن الموت في أحد أحبابه...و فاجأهم بغير نذير ينذرهم فيخفف الكرب عليهم..
و في مكان آخر ...شاب قد بلغ أشده...قد أعياه الحزن فهده..فلم يستطع أن يقف على قدميه...فعضد له أقاربه حتى حملوه في سيارته...فأتوه الناس ليواسوه فيعودوا منه و قد اغرورقت عيونهم بالدموع ...و حاصرهم الحزن من كل جانب فصاروا هم بحاجة لمن يواسيهم...
و على قبر آخر...طفل صغير فجعته الدنيا بهذا المنظر... فجلس يبكي بداخل السيارة و رأسه مسند على الزجاجة...و عيناه تسيلان أساً و تقطران حزناً ...فهو صبي جديد على الدنيا...لم يذق إلا طعم السعادة منها...و اليوم يتذوق كأساً من أشد كؤوسها مرارة ...و أكثرها قساوة...إنه زائر الموت...قال تعالى (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) سورة ق
و آخر يستقبل المعزين بالميت...و قد تمالك نفسه...وعض على شفتيه حتى لا يبدي حزنه و لا ينهار أمام صحبه...و لكن تستعصيان عليه العينان فتذرفان حراً و وتسماً بحرارتهما على خده ألماً...و يتجرع في قلبه حزناً و كمداً...و وجهه متغير بظلمة من شدة كربه...إنه الموت هادم اللذات و مفرق الجماعات...
في تلك المقبرة لا تعلم من يعزي من ..و من يواسي من...الكل يحبس دموعاً في المقل...و الكل يحوقل و يترحم...و الكل يستغفر و بذكر الله يتمتم...الكل منكسر...إنه زائر الموت...الذي يثني أكثر الناس شدة...و يلين أشد القلوب قسوة..و يحني أكثر الأجسام جبروت و عظمة...
إنه الموت الذي يعصف بالنفوس ...فلا يفرق بين ملك أو مملوك...و لا صغير أو كبير...أو أنثى أو ذكر..إنه الموت..انتزع الطفل الصغير من ثدي أمه...و انتزع الطفل السعيد من حضن أبيه
إنه الموت الذي لم يمهل العصاة المتكبرين المتجبرين من أن يتوبوا...إنه الموت الذي لم يمهل الصالحين الطائعين أن يستزيدوا....
إنه الموت يمر على السقيم و الصحيح...و يختار المرافق قبل المريض...و يطوي البعيد عن القريب...إنه الموت...فكفى به واعظاً
هي سويعات ..فوجدت المقبرة من تلك الأمم خالية...و لم أجد شيئاً من المظاهر السابقة...القبور و قد وضعت عليها النصائب...و غطيت بالتراب و رشت بالماء لكي يثبت رملها...و بقايا من طين كان أعد لأحد الأموات فزاد عن الحاجة...فأكتفي ببعضه...دفنت أجساد تحت الأرض...و سعت أجساد فوق ارض ...أعتبر أناس ...و مرت هذه اللحظات على أناس...و اقتربت الشمس للمغيب...و خرجت من المقبرة...
فعلمت أن الدنيا و إن طالت فهي قصيرة...و إن أقبلت فهي لابد يوماً مدبرة...
و إن أورقت فهي إلى قريب ساقطة..و إن أينعت فهي لابد يوماً زائلة..
.و إن أزهرت فمردها أنها ذابلة...و يذهب كل شيء و يبقى شيئاً واحداً هي ثمرة
أعمالنا الصالحة...لقد عادت بي ذاكرتي إلى حديث ذلك المؤذن الذي بلغ من العمر الثمانون.
.و يقول لقد أذنت لمدة أربعين سنة...فمرت كأنها يوم واحد...فإذا كانت الحياة سوف تمضي بهذه السرعة ...
و العمر سوف ينقضي بغمضة عين...فلماذا التقصير...و لماذا التأجيل...و لماذا التسويف...
و لماذا ندع الركب يرتحل ...و أهل الخير يركبون و نحن واقفون...و نخسر بقية الحياتين الطويلتين
الدائمتين ( حياة البرزخ و حياة الآخرة )...شيع الحسن جنازة فجلس على شفير القبر فقال
: «إن أمراً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، وإن أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره...
و تساءلت في نفسي بعد ذلك كثيراً ؟!
لماذا لا نسعى لحياتنا الباقية ؟
إن الحياة قصيرة و أيامها معدودة...و منغصاتها كثيرة...و آهاتها عظيمة...و مصائبها جليلة...
و رغم ذلك نسعى لخطبة هذه الحياة الفانية ...فنقدم لها مهراً ثميناً من حياتنا الباقية...
إن الخلق يعيشون ثلاث مراحل من الحياة...الحياة الدنيا ...و حياة البرزخ ...و حياة الآخرة...
فالحياة الدنيا هي أيام معدودة ...لا يعلم المرء متى انقضاؤها...و لا يدري متى نهايتها..
.و لا يعلم متى يرحل منها...و الرسول صلى الله عليه و سلم....يقول إن أعمار أمتي بين الستون إلى السبعون
...فهي حياة قصيرة على المقصر و المجتهد...فالمقصر سوف يندم إن لم يتب و يستقيم...
و المجتهد يندم إذ لم يستزيد....فغداً يحين الندم..عندما يحضر ملك الموت...
و عندما نُحمل على الأكتاف...و يعلم هل كنا على خير أم لا
[/ قال تعالى (184) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)سورة آل عمران
بيت ترفرف السعادة في أطرافه...
فيعتقد أهله أن الأفراح سكنت معهم
و أن السعادة سوف تستمر بالتغرير بينهم...
وأن السرور قد نزل بدارهم...
وفجأة وبدون مقدمات ينتزع ملك الموت روحاً من أرواحهم...
فتتحول السعادة إلى تعاسة ...و يحزن الجميع...و لكن هو القضاء الذي لا مفر منه...
و تبتسم لسعادة هذا و تبكي لحزن ذاك...
و فجأة ينتزعها الموت من بينهم...
فيفقد الأطفال عطف أم روؤم و لطف أم حنون...
فيخلعون ثوب السعادة ويلبسون ثوب الحزن أبد الدهر...
فيبكون لفقدها...و يتحسرون لغيابها...و لكن هو الموت الذي لا مهرب عنه .
-
و أبٌ بين أبنائه يداعبهم تارة ...و يسعى في قوتهم تارة...
فيحل يومه ...وبلا ميعاد...و يدخل عليهم بلا موعد..
و يصبحوا في يوم و ليلة ...أيتام يتصدق الناس عليهم...
فينزل الضيق عليها...و يحيط الهم و الكرب بهم...
و ليس لهم إلا الرضا بالقضاء...إنه هادم اللذات ومفرق الجماعات...
و أخ بين أخوته...
هو أنيسهم ...و رفيقهم...
فينزل القضاء فينزعه من بينهم...
فيفقدوا الأنس و السعادة برحيله ...
فيبحثوا عن بقايا من بسماته...و شيئاً من مداعبته...
و لا يجدوا إلا بعض بقايا من أغراضه التي خلفها بعد وفاته...فإنا لله و إنا إليه راجعون...
قال الحسن: ( إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عشياً لا موت فيه)
و نائم ينتظر صباحه...
فيمسي بعداد الأحياء...
و يصبح بعداد الأموات...
فيمسي بين صحبه...
و يصبح في وسط لحده...
أخي العزيز... أختي العزيزة
إن الملك الموكل بقبض الأرواح ينتظر من يحل يومه...فمن ياترى تحمل القائمة ؟
و هل يومي الآن ...أو بعد لحظات... أو بعد حين ..العلم عند رب العالمين
نسأل الله حسن الخاتمة...و أن يمد بالأعمار على طاعة
إن اللبيب هو الذي لا يهمه متى موعد موته...بل هو بشغل دائم بالتزود من موارد الخير...و سُلوك طريق المتقين ..فأمن النهاية ...و لا تخيفة متى تكون ومتى تحين تلك النهاية...
أخي الحبيب... أختي الحبيبة
إن للموت لسكرات...
تذكر أشد كربات الدنيا ...فالسكرات منها أشد...
تذكر أشد مصائب الدنيا فالسكرات منها أعظم...
تذكر أشد الضيق الذي يحل بالمرء فالسكرات منها أعلى...
كفى به ألماً أنه آلم الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم و هو الصابر المحتسب فقد روت عائشة رضي الله عنها و قالت : ( إن رسول الله كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول : لا إله إلا الله إن للموت سكرات , ثم نصب يده فجعل يقول : في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده )رواه البخاري
يتبع
إذا كنت أنت الحبيب المصطفى قد أعيتك السكرات... فكيف بمثلنا من المقصرين الضعفاء ؟!...
فاللهم نسألك العون ... فإنه لا مهرب منه ...و لا ملاذ عن كرباته إلا بعونك ياربنا قال تعالى
(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ )
فاللهم رحمتك بنا عندما يشتد بنا و يشتد... و اللهم لطفك بنا عندما ينتزع انتزاعاً من أطراف أجسامنا حتى يصل التراقي ...فلا ينفع طبيب أو راق قال تعالى :
(25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) ) القيامة
فنسألك حسن الخاتمة...
و أن تجمل النهاية...
فإنها عندما نبلغ النهاية ..تقفل أبواب قبول الأعمال.. و يصير المرء مرهوناً بما كسبت يمينه..قال تعالى
(82) فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) الواقعة
فياليت شعري ماذا يتمنى المرء في موقفه هذا...
و ليت شعري فهل يتمنى مسرف على نفسه أنه وقع في شراك معصيته...
قال تعالى :
وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ
عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) سورة الأنعام
و هل يتمنى مفرط أن فرط في جنب الله...
و هل يتمنى مقصر على تقصيره...
فهناك تحين ساعة الندم و لات ساعة مندم...
قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) سورة الأنبياء
و هل الموت هو النهاية ؟!
إن لحظات الموت عصيبة و ما بعدها إما حياة سعيدة أو حياة تعيسة
فهل انجلت الهموم...في مثل ذلك اليوم العصيب..
لا... ليس بعد...بل لقد بدأت حياة جديدة هي حياة البرزخ ...حياة القبر ..
فهناك حين يوضع المرء في القبر...
حيث الظلمة ...و الضيق...
حيث يتوسد الجسم الأرض...
و يجاور الدود...
و يوضع في وسط لحدة في ملابس بسيطة...
فلا أنيس إلا عمله...
و لا نور إلا نوراً اكتسبه في حياته..
و لا سرور إلا لمن عمل لآخرته...
فعندما يوضع الميت في قبره...
و ينصرف عنه أهله و أصحابه و مشيعيه...
و يبقى وحيداً لوحدة...
فإن المرء يكون بهذا الحال ...
عن أنس رضي الله عنه قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم « إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم قال: يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فبراهما جميعاً » وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرحل ؟ فيقول: لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقيلين» متفق عليه
في الختام....
أخي الحبيب... أختي الحبيبة
يامن قصرت في جنب الله...
إن كان الشيطان قادك للشرك...
و الهوى أخذك بعيداً عن العقيدة الحقة..
و الشبهات قذفتك في شبهات الطريق...
و الشهوات رمتك في مزالق الحياة...
فمتى التوبة ؟...
ومتى العودة ؟!..
ومتى الإنابة ؟!..
ومتى الرجوع ؟!
فكر أخي قبل الرحيل...
و عد قبل أن تطوى الصحف
و أرجع قبل أن تبلغ الروح الحلقوم..
يا من فرط بالأركان...فخالف مقتضيات لا إله إلا الله ...و ضيع الصلاة ...و فرط في الزكاة ...و تساهل في الصوم ...و أخر الحج...فمتى العودة...وكيف تتوقع أن يكون جزاء ممن فرط في أعظم شيء في هذا الدين و هي الأركان...وهل تتمنى أن تكون بحال المضيع في قبرك و أنت لوحدك...ومرهون بعملك...
يامن تساهل بالمعاصي...و أرتكب الكبائر...وغابت عن عينية النواهي...و طرق كل باب من أبواب العصيان...فماذا تنتظر ...وماذا تتوقع في القبر...يامن أطلق لنفسه العنان و أرخى لعينه النظر...و أتبع النظرة النظرة حتى كانت الحسرة...فهل تتمنى أنك وقعت في تلك الجريمة...
يامن أعطاه الله اللسان للذكر...و وهبه للشكر...فاستبدل النعم بالكفر...و جعل ماخلق للخير في سبيل الغي و الشر...فاستخدم اللسان للزور و الكذب و الفجور... و الغيبة و النميمة و الفحش و سوء القول...فهل تتمنى أنها كتبت عليك تلك الكلمات...أو أن سجلت في صحائفك تلك الكبائر أو الصغائر...وهل تسعد بها في ظلمة القبر...
و أنتِ يامن قصرت بحق ربها…واتبعت هواها فأظلها…يامن تجاهلت ذنب الكاسيات العاريات وأخذت بفتنة الناس…يامن نزعت حجابها وهتكت مع ربها حياءها…ويامن تشبهت و الكافرات قلدت…يامن عصت زوجها و خالفت وصية رسولها…يامن تنمصت و تكشفت فهل يسرك أن تقفي في قبرك و أعمالك هذه ….
أما من ولاه الله رعية فضيعها...فهل يسرك فعلك بعد مماتك...وهل تنتظر و أنت في قبرك أن تزداد حسناتك...و الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أو ولد صالح يدعو له...فأين الولد الصالح إذ لم تقم ببيتك خير قيام...و أين الولد الصالح إذ لم تعطه الاهتمام...وأين الرجاء إذا أنقطع العمل...
و أنت يامن ظلمت … وبدأت بظلم نفسك قبل غيرك..ألا رعيت الله في من حولك...إن كنت ولداً عاقاً فقد ظلمت نفسك وخالفت أمر ربك...و حل عليك غضب والديك...و كبلت نفسك بما لا تطيق...
و إن كنت زوجاً ...فاستغليت قوتك...و بسطتك...و ظلمت زوجتك...فماذا عساك أن تقابل ربك...فظلم القوي البعيد ممقوت...فكيف بظلم القريب الضعيف...وظلم الرجال منكر تستوحش منه النفوس...فكيف بظلم النساء ...فهل من عودة ومراجعة للنفس و تقرب وتوبة...و عودة وأوبة ...قبل أن تقع في تلك الحفرة حيث لا فسحة و لا رجعة...
و يامن اتبع خطوات الشيطان..فاستخدم ما أنعم الله به على الإنسان أسوء استخدام...
فتعدى على المحرمات...و نشر البلاء...و هتك الأستار...و غر الحرائر...
فهو كل يوم في نادي إما بنشر الرذيلة عبر الجوالات أو الإنترنت ...
أو بالاتصالات و المعاكسات... أو بالجرائد و المجلات...فهو يجلب برجله وخيله على الغافلات المؤمنات..
.و يحاول بالصغيرات الجاهلات...فينشر سمومه ...و يبث عبر وسائل الاتصال الحديثة شروره...
فهل ندمت قبل أن لا تنفع ساعة الندم...وهل علمت أن الشرور المنشورة عبر الأعلام هي من أشر الشرور...
فهي باقية يتناقلها الناس إلى أن يشاء الله...وهل يسعدك أن يزداد رصيدك من السيئات و أنت مع الأموات ...في مقبرة خالية و في حفرة مظلمة...و هل غرك طول الأمل...وبدأت تسوف حتى يصلك هادم اللذات...
فإلى متى ؟....ومتى الرجوع
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مع تذكيري بنشرها إن رأيتم أن فيها تذكرة ....فلعل الله أن ينفع بها و يوقظ بها قلوباً غافلة...
...فجزا الله كل من كان له أثر في هذا الموضوع ...و كتب الله لهم الأجر
اللهم علمني من القران ما جهلت ، وذكرني منه ما نسيت ،
اسالك يا الله يا رحمان يارحيم ...اسالك بجلالك ونور وجهك ..ان تلزم
قلبي حفظ كتابك وترزقني تلاوته آناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك ...آمين
خطب الشيخ محمد حسان
لو انت غير مشترك برجاء للأشتراك
إضغط هنا للأشتراك
موقع العبد لله
تحياتي مدير الجروب العبدلله
اذا اردت ان يصلك كل ما هوة جديد في عالم الانتر نت فقط اشترك معنا
للئشتراك اضغط علي الصورة التالية
جروب العبد لله
فى
اهلا بيك
القدس تنادينا.. القدس تنادينا.. القدس تنادينا
القدس تنادي .. القدس تنادي.. القدس تنادي .. القدس تنادي
القـــــــــدس تنـــــادينا
يا بيت القدس لنا أملٌ
ستعود القدس لأمتنـا
ونطهر ساحتك العذراء
وننشر فوقك رايتنا
القدس تنادينا.. القدس تنادينا
أبناء فلسطين صبرا
فالله ينفس كربتنا
ستعود لنا قدسٌ داراً
وتعود لنا قدسٌ وطناً
ما جاء الليل بحلكته
إلا والفجر أتـا بسناه
يا قدس .. يا قدس.. يا قدس
الريحــانة