لا صوت يعلو على صوت الفوز الكبير المفاجئ الذي حققه المنتخب المصري على الكاميرون 4/2 في كأس الأمم الإفريقية.. حلم إحراز اللقب تضاعف كثيرا خاصة بعد مشاهدة المنتخبات الكبيرة الأخرى والتأكد من أنها لا تزيد ولا تتفوق فنيا على المنتخب وربما تظهر أضعف دفاعيا.. ووسائل الإعلام جعلت من الفوز على الكاميرون خطوة جبارة نحو الفوز بالبطولة.
___________
الالتفاف الجماعي الآن حول المنتخب تعاظم ولم يسبق له مثيل حتى وهو يلعب على أرضه في بطولة 2006 المنتقدون والمتحفظون والمشككون اختفوا من الصورة تماما وتحول حسن شحاتة إلى بطل قومي بعد أن كان عرضة للحملات الشرسة طوال مرحلة التصفيات وفترة الإعداد والمباريات الودية.. وتحول الخبراء إلى مشجعين للجهاز الفني بعد أن شبعوا فيه نقدا وتجريحا وتشكيكا.
الإحساس العام بإمكانية إحراز اللقب حرك الشارع المصري الرسمي والشعبي. وعاد الرئيس حسني مبارك إلى الاتصال مرة أخرى بالبعثة وتحدث مع رئيسها حازم الهواري يطمئن على الفريق ويحث اللاعبين على استمرار العطاء والجهد حتى ينتهي المشوار بحمل الكأس.. وكانت سعادة الجهاز الفني غامرة بهذه المساندة من أعلى قيادة سياسية، وتحدث حسن شحاتة المدير الفني من كوماسي عن تفاصيل المكالمة الهاتفية التي اطمأن فيها الرئيس على كل لاعب وأشاد بالجميع وكشف عن متابعته لمباراة الكاميرون وشعوره بالقلق عندما تفوق أداء المنتخب الكاميروني في بداية الشوط الثاني ثم تبدد هذا القلق بالأداء الرجولي للاعبين وقدرتهم على الاحتفاظ بالفوز.
وأجمع الرأي العام الكروي أن صعود المنتخب إلى الدور الثاني مضمون بعد أن كشف منتخبا زامبيا والسودان في مباراتهما معا عن مستوى متواضع لا يرتقي لمستوى المنتخب المصري وزاد الاطمئنان عندما كشفت منتخبات المجموعة الرابعة عن نفسها والتي يلاقي منتخبنا أحد فرقها في دور الثمانية.. ولا يتفوق أي منها على المنتخب الوطني بما يزيد من فرصة التأهل للدور قبل النهائي.
والتفاؤل الذي يعيشه المصريون حاليا زاد من إقبالهم على المباريات والاهتمام بالفرق الأخرى ومقارنتها بالفريق المصري، وأدى هذا التفاؤل أيضا إلى استمرار سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة في كوماسي مرافقا ومشجعا للفريق جاء قراره بالبقاء بعد ضغوط شديدة من الجهاز الفني واللاعبين وشعور بأن البعثة متكاملة مصدر كبير للتفاؤل.
واطمأن المصريون على عصام الحضري بعد أن أكد من كوماسي أنه سليم وفي كامل فورمته البدنية والفنية وسوف يحرس مرمى المنتخب الوطني في مباراة السودان غدا السبت، وكان الحضري قد أثار المخاوف بتعرضه لكدمة شديدة في لقاء الكاميرون أدت إلى “تورم” أثار الخوف لكنه بعث برسالة اطمئنان إلى الجمهور ناقلا عن زملائه الإصرار الشديد على مواصلة المشوار حتى الصعود إلى منصة التتويج.
ووسط هذه الحالة الشديدة من التفاؤل تظهر بعض الأصوات القلقة من الاسترخاء أمام السودان وزامبيا وتحول الثقة إلى غرور فتأتي النتيجة عكسية.
ولأول مرة يتحدث سمير زاهر بإيجابية كاملة وصراحة شديدة عن الجهاز الفني الذي كان موضع جدل من أشهر طويلة حتى راجت الشائعات عن إقالته أكثر من مرة، وقال إن حسن شحاتة وفى بكل ما تعهد به منذ أن تولى المهمة.. فقد وفى بتعهد الفوز ببطولة الأمم الإفريقية عام 2006 وبتعهد إحراز لقب الدورة العربية ثم التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية الحالية.. ويجب الآن أن يحصل على حقه من التقدير خاصة أنه لم يحرز الألقاب فقط، بل جدد دماء الفريق وقلل من متوسط أعمار اللاعبين.. ووجه رسالة إلى الجماهير المصرية يطلب فيها الثقة في الفريق وجهازه الفني لأن المنتخب أثبت أنه “كبير” وقادر على الاحتفاظ باللقب.. وأشار إلى أن تأخر المنتخب في الصعود إلى النهائيات وهو في مجموعة سهلة بالتصفيات هو الذي أعطى الانطباع بضعف الفريق وهو انطباع ثبت خطؤه.
وقد انشغل الرأي العام الكروي بقضية جانبية خاصة بالنجمين محمد زيدان ومحمد أبوتريكة.. هناك رغبة في أن يستفيد منهما الجهاز معا في تشكيل واحد ولا تأتي مشاركة أيهما على حساب الآخر.. الجمهور لا يتخيل الفريق بدون أبوتريكة وفي نفس الوقت لا يتخيل عدم وجود زيدان الذي كان أبرز اللاعبين، علاوة على ما سوف تؤديه عودة أحمد حسن من حيرة للجهاز الفني في خط الوسط بعد أن برز كل من حسني عبد ربه ومحمد شوقي وبعد أن أثبت أحمد فتحي وجوده في الجهة اليمنى.